الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

مؤتمر صحفي لولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإعلان رؤية المملكة 2030


مقال (كيف نحقق المجتمع الحيوي)

 كيف نحقق المجتمع الحيوي؟



د. عبدالرحمن الطريري

       2016-04-06
 07:04 AM

أحد الأهداف التي تسعى "رؤية المملكه 2030" إلى تحقيقها إيجاد المجتمع الحيوي، وأجزم أن هذا الهدف هو الركيزة الأساسية في أي مجتمع، فمتى وجد المجتمع الحيوي صلحت أمور المجتمع كافة، فأفراد المجتمع الحيوي يعملون كل ما فيه مصلحة مجتمعهم، ووطنهم، لإدراكهم أن نمو المجتمع، وصلاحه، ومتانته تكمن في مقدار ما يحققه كل فرد من إنتاج في المجال الذي يعمل فيه ،سواء كان عملا إداريا، أو زراعيا، أو صناعيا، أو اجتماعيا، وإنسانيا.
تأملت في هذا الهدف النبيل، والأساس، وتساءلت، ما المعطيات الواجب توافرها في المجتمع لنحقق الحيوية؟ وما من شك أن المعطيات تشتق، وتبنى على واقع المجتمع الذي يراد الانتقال به إلى حالة الحيوية، لدينا في السعودية عمالة تزيد على حاجة البلد تعمل في المجالات الإدارية كافة، والفنية، والهندسية، والتعليمية وغيرها من المهن، سواء كانت شاقة، أو غير ذلك، وجزء منها يعمل في مهن لا تحتاج إلى مهارات عالية، أو تدريب، لكن صبر، وطول نفس العمالة يجعلانها منافسا قويا للمواطن، كما في بيع التجزئة.

.جزء من العمالة يعيش عالة على الوطن، ويعمل في مهن مدمرة للمجتمع أخلاقيا، واقتصاديا، وفي مثل هذا الوضع حيوية المجتمع ستتأثر سلبا. وضع كهذا يستوجب التخلص من العمالة الفائضة عن حاجة المجتمع، ومن يسير في شوارع مدننا يرى العمالة تتسكع في الطرقات، وعلى الأرصفة.
المؤكد أن مهنا أخرى تحتاج إلى كفاءات عالية، وتدريب، ومهارات قد لا تتوافر لدى الشباب السعودي، وبالأخص من يعاني البطالة، لذا حيوية المجتمع تأتي من مدخل التربية والتعليم، فالأمم لا تحوز مجدا، وتقدما إلا بالعلم، والثقافة المجتمعية التي يصنعها، ويجعل لها السيادة، وتؤثر في طريقة التفكير الجمعية التي تكسر الحواجز النفسية التي تحول بين الفرد، وامتهان المهن الشريفة، حتى وإن كان فيها مشقة، أو نظرة اجتماعية سلبية خاطئة، فمتى تمكنا في المدرسة، ووسائل الإعلام، والبيت، والمسجد، وكل الوسائط من بث هذه الثقافة، وترسيخها سنكون خطونا الخطوة الأساسية نحو المجتمع الحيوي.
.حيوية المجتمع تتحقق متى نفذت الأنظمة، والتعليمات الصادرة من مصادرها المختلفة المؤكدة على المحافظة على ثروات الوطن المختلفة، وهذا يتطلب أن تكون المؤسسات الرسمية على مستوى الهدف إدراكا، ووعيا، ومحاسبة، وهذا لا يتحقق ما لم تكن قيادات الجهات الرسمية مؤهلة، ولديها الصلاحيات التي تمكنها من فعل ما تراه يخدم المصلحة العامة، ويحافظ على المكتسبات بدلا من إضاعتها في أمور غير مهمة. المجتمع الحيوي يتطلب إيجاده غرس الثقة في أبناء المجتمع، وربطهم بمشروع حضاري شامل يجد كل فرد مكانه فيه، ويدرك أن تقصيره، أو عدم أدائه دوره على الشكل المطلوب يؤثر في معادلة المجتمع الحيوي، ويحدث الخلل فيها.
المجتمع الحيوي يتطلب وضع قائمة أولويات تمثل خريطة عمل وطنية شاملة يضعها مختصون من أبناء الوطن، ويستعان بغيرهم من ذوي الكفاءات العالية يحدد فيها المهن الواجب قصرها على السعوديين مهما كانت المبررات.
.المجتمع الحيوي يتطلب إيجاد برامج التدريب التي تنقل الشاب من حالة الخمول، والشعور بالقصور إلى حالة الهمة العالية، والقدرة الفائقة لإنجاز الدور الموكل له على الوجه المطلوب، حتى لو استوجب التدريب خارج الوطن.
.المجتمع الحيوي له مؤشرات يستدل بها عليه منها ألا يكون لدينا ولا نسبة 1 في المائة بطالة، إضافة إلى أن تكون المصانع، والورش، وميادين الإنتاج مهما كانت تمتلئ بأبناء الوطن، وفي هذه الحالة ستكون احتياجاتنا من إنتاجنا بدلا من الوضع الحالي الذي نستورد فيه كل ما نحتاج إليه إلا ما ندر.




صحيفة الاقتصادية 



مقال (التحول الثقافي في رؤيه السعوديه 2030)



                  التحول الثقافي في رؤية السعودية 2030

       2016-05-01
 12:04 AM

أخيرا أقرت المملكة العربية السعودية رؤيتها الإستراتيجية 2030 التي حظيت باهتمام عالمي بعد أن تم اعتمادها من قبل مجلس الوزراء، وتتكون وثيقة الرؤية من 44 صفحة، وتقوم على أساس كونها رؤية للمستقبل من خلال الحاضر، وتبدأ من المجتمع الحيوي وتنتهي إليه، مرتكزة بشكل عام على مكامن القوة للمملكة والمجتمع السعودي.

.وعلى الرغم من احتواء رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على العديد من الأهداف الطموحة في مختلف المجالات، إلا أن ما يلفت النظر فيها اشتمالها على دعم الثقافة والترفيه باعتبارهما عنصرين أساسيين من مقومات جودة الحياة، من خلال إشراك المجتمع بشكل مباشر في التنمية وتحقيق السعادة له، فإسعاد المواطن والمقيم جاء على رأس أولويات هذه الرؤية، باعتبار أن السعادة لا تكتمل دون اكتمال الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، في بيئة إيجابية وجاذبة..وتؤكد الرؤية على أمر مهم جدا، وهو أن واقع الفرص الترفيهية والثقافية المتوافرة حاليا لا يرقى إلى تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا يناسب الوضع الاقتصادي المزدهر للمملكة.

. وبالإضافة إلى إنشاء المتحف الإسلامي الضخم في الرياض، سوف تتم تنمية الثقافة عموما من خلال دعم جهود المناطق والقطاعين غير الربحي والخاص في .

.إقامة المهرجانات والفعاليات، كما سيتم تفعيل دور الصناديق الحكومية في الإسهام بتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين السعوديين وغيرهم الاستثمار الثقافي والترفيهي، وسيتم عقد شراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتحف وفنون وغيرها، كما سيتم دعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، والعمل على دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تناسب جميع الأذواق والفئات، ورغم كل ذلك فإن دور هذه المشروعات لن يقتصر على الجانب الترفيهي والثقافي، بل سيكون لها دور اقتصادي في توفير العديد من فرص العمل.
وبما أن جودة الحياة تعتمد على مدى وجود مجتمع سعيد في حياته، فإن جوانب السعادة لدى أفراد المجتمع تتجاوز الثقافة والترفية إلى الحياة الصحية، ولذلك ..ركزت رؤية السعودية 2030 على ضرورة وجود النمط الصحي والمتوازن باعتباره من أهم مقومات الحياة، مؤكدة أن الفرص الموجودة حاليا لممارسة النشاط الرياضي بانتظام لا ترقى إلى التطلعات، ولذلك سيقام مزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص ليتمكن الجميع من ممارسة رياضتهم المفضلة في بيئة مثالية، مع تشجيع الرياضات بأنواعها بهدف تحقيق مراتب عالمية متقدمة.
ويرتبط بمسألة تحقيق السعادة تطوير المدن وفق مستوى عالٍ من الأمان والتطور، خاصة أن الأمن هو إحدى السمات المميزة للملكة العربية السعودية، إذ سيتم العمل على استكمال متطلبات المدن واحتياجاتها التنموية بتوفير بيئة متكاملة ذات جودة عالية من مياه وكهرباء ووسائل نقل عامة وطرقات، بالإضافة إلى المساحات المفتوحة والمسطحات الخضراء في المدن نظرا لحاجة الفرد والأسرة إلى النزهة والترفيه، والغاية من ذلك الارتقاء بمستوى جودة الحياة.
وسعيا إلى تحقيق هذه الجودة التزمت رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بإطلاق البرنامج الوطني "داعم" الذي سوف يعمل على تحسين جودة الأنشطة الثقافية والرياضية، حيث ستتم زيادة هذه الأنشطة وتنويعها لاستثمار مواهب المواطنين، وتطوير الأنظمة واللوائح للتوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية، وتوفير الدعم المالي لها، وإنشاء شبكة وطنية لهذه النوادي، وسيكون هناك 450 ناديا مسجلا للهواة بحلول عام 2020 تقدم الأنشطة الثقافية والفعاليات الترفيهية.
من خلال ما سبق يتضح أننا أمام مشروع نهضوي كبير، يستحق منا كمواطنين كثيرا من الجهد والعمل وتقديم المقترحات التي يؤمل منها أن تسهم بشكل فاعل في تحقيق هذا التحول الثقافي - الاجتماعي الوطني، ولننس "الثقافة الريعية" التي لم نستفد كثيرا منها على مدى الخمسين سنة الماضية على الرغم من الأموال العامة التي ضخت في مختلف الأنشطة، بل إننا اليوم -من خلال هذه الرؤية- نقترب جدا من تحقيق التنوير الثقافي والاجتماعي، عبر مؤسسات المجتمع الفاعلة، وتحقيق الاستثمار الفاعل للثقافة، وهو الأمر الذي دعونا إليه منذ عقد مضى، كما أننا نقترب من أن نمثل قطب الرحى في الثقافة الإنسانية، وهذا هو المفترض أن نكون عليه، لما لدينا من موروث ومخزون ثقافي عريق يحتاج فقط إلى الفرصة لكي نعيد إنتاجه من جديد، لنقدم مشعل النور من جديد إلى وطننا ومجتمعنا أولا، ثم إلى هذا العالم ثانيا.. ولذلك أقول إننا في هذه الرؤية الحكيمة التي طال انتظارها محكومون بالأمل في طريق التحول الثقافي الأكثر شمولا

مقال (المجتمع الحيوي الفاعل)

               

المجتمع الحيوي الفاعل







الجمعة / 19 / 9 / 1437 هـ
24 يونيو 2016 م 21:38 


كيف يمكن أن يتحول المجتمع إلى الفاعلية والتقدم بمنظومته للأمام؟ رؤية المملكة قامت على محاور أساسية مستهدفة تحقيق (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح) وهي تبدأ من المجتمع، وإليه تنتهي بتحقيق الأهداف، ورحلة الألف ميل وإن كانت تبدأ بخطوة، لكن الطموح الوطني بهذا الحجم من التخطيط والأهداف يحتاج إلى الجهد والمسؤولية من الجميع.
مجتمعنا كأي مجتمع فيه الصالح من الخير والإخلاص والجدية وهو كثير والحمد لله، وفيه الطالح من عادات مستجدة ومتغيرات سلبية كالتي حدثت مع طفرات اقتصادية وحياة عصر الإنترنت، ومن الصعب بل من غير المقبول استمرار السلبية ودون جهد حقيقي ولا التزام، ثم ننتظر عائد التنمية وثمار الرؤية، لا بد أن ندرك أن الطموح مقرون بالعمل الجاد وثقافة الانضباط في كل ميدان بما في ذلك الأسرة والتعليم والتدريب، فالمستقبل يصنعه الحاضر، وبقدر المسؤولية والتفوق على الذات، واستثمار الوقت ككل المجتمعات المتقدمة وتوازن الحقوق والواجبات، تكون النتائج أكثر نفعا للصالح الخاص والعام، وهذا هو الاختبار الحقيقي لدور المواطن والتحول إلى مجتمع حيوي حقيقي في كل مجال.
في حياتنا سلوكيات تحتاج إلى مراجعة ووقفة جادة للتغيير وتصويب قرارات وقناعات، وهنا أكدت (الرؤية) على هدف المجتمع الحيوي كبيئة عامرة بالإرادة والالتزام، وهذا يعني تحقيق حياة أفضل ثقافة وترفيها وعمر صحي، وثقافة الادخار ومنظومة قيم تربوية وحياتية وتعليم هادف وفرص عمل والنجاح فيها، وكل هذه العناصر الحتمية للتغيير الإيجابي تقوم على الأسرة والتعليم والتطوير الإداري، فالرؤية الجديدة بهذه الشمولية والدقة ليست مجرد نصوص مثالية، إنما خارطة طريق مفعمة بروح التغيير النوعي للإنسان والاقتصاد وآليات الارتقاء ببلادنا وحياتنا وهويتنا، في ظل عولمة شاملة تصنف قوة الدول في التنمية والاستقرار والتطور ورخاء شعوبها ودرجة استجابتها للمتغيرات، لذا من المهم أن يستوعب المجتمع بأفراده ومؤسساته هذه الموجبات والفعالية والالتزام بتحقيق الأهداف.
استسلام الفرد والأسرة وأي أجهزة تنفيذية لمظاهر السلبية والعشوائية، يدفع ثمنها كل المجتمع والتنمية، ويحسم من رصيد الطموح والإنجاز الوطني، فلا يجب أن يستهين أحد بقيمة تفوقه في العلم أو العمل، مسؤولا أو مرؤوسا، ولنتدبر كيف هي حياة جماعات النمل وخلايا النحل التي تعمل بروح الجماعة والتفاني الغريزي، فما بالنا بالإنسان وقد كرمه الخالق عز وجل بالعقل وصناعة الحياة، وهو الأحق بهذه الروح وبالفكر والإبداع والابتكار الذي أوصل العالم إلى ما هو عليه ونجني ثمار التطور في كل مجال.
كثير من قراراتنا الفردية والأسرية والرسمية تحتاج إلى هذه الروح، ومثال بسيط استهدفته الرؤية وهو زيادة المدخرات للمجتمع إلى نسبة أعلى، لكن المجتمع بشكل عام تمكنت منه ثقافة الاستهلاك غير المفيد ويتربى عليها أبناؤنا منذ الصغر حسب ما نشتهي ونرغب، لا حسب حاجتنا وما يفيد حتى لأطفالنا من ألعاب، وكذا الملابس والأطعمة.
نتمنى أن تسود ثقافة الاعتماد على الذات لدى الأبناء قدر المستطاع منذ الصغر، وأن يحرصوا على المفيد والهادف من المعرفة والعلم وخبرات الحياة، وفي هذه الثقافة نتمنى أخيرا من الإعلام أن يسهم في صياغة المجتمع الحيوي بروح إيجابية وتوظيف علوم التربية والاجتماع ليصل إلى العقل الجمعي بالتغيير الفاعل البنّاء وهنا تكون البيئة الخصبة للرؤية وتعزيز المكتسبات.. نسأل الله السداد والرشاد.